أشجع ما قامت به سيمون بايلز: اختيارها لنفسها

أظهرت الفائزة بسبع ميداليات أولمبية للعالم أهمية أن يضع المرء نفسه في المرتبة الأولى

4 دقائقبقلم Scott Bregman
GettyImages-1332127266
(2021 Getty Images)

لم يكن أشجع ما قامت به سيمون بايلز أيًا من عناصر الجمباز الفني المذهلة والجريئة التي اشتُهرت بها، ولا القفزة الثلاثية المزدوجة ولا حتى نجاحها في تأدية قفزة يورتشينكو المزدوجة. بل كان ذلك اختيارها لأن تمنح الأولوية لنفسها على أكبر مسرح دولي في الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020 الصيف الماضي.

عندما تنحّت بايلز عن منصة القفز بعد إخفاقها في محاولة تأدية قفزة بلفتين ونصف في نهائي فرق السيدات، كانت تدرك أنها لن تستطيع الاستمرار في المنافسة.

عانت بايلز من "الالتواءات" (التويستيز)- وهي إحساس لاعب الجمباز بأن جسمه وذهنه يفقدان القدرة على العمل بشكل متزامن. لم تكن تدري ما قد يحدث لها في المسابقات الأخرى، وما إذا كانت قد ترتكب المزيد من الأخطاء التي بإمكانها أن تُكلّف فريق أمريكا فرصة الظفر بميدالية، أو أسوأ من ذلك، احتمال أنها قد تُعرّض نفسها للخطر جسديًا.

"أحسست أنه سيكون من الأفضل أن أتراجع وأن أركّز على يقظتي الذهنية، وكنت أعلم أن الفتيات سيقمن بعمل رائع،" أوضحت بايلز في المؤتمر الصحفي بعد الحدث.

"لم أرغب في المخاطرة باحتمال تضييع الفريق لميدالية بسبب إخفاقاتي لأن الفتيات عملن بجد من أجلها. لذلك، قررت أنهن بحاجة للاستمرار في المنافسة بدوني".

"لولاها لما كنّا هنا الآن".

في تلك اللحظة، ألهم ما قامت به بايلز زميلاتها في الفريق.

"هذه الميدالية هي بالتأكيد لها، لأنه لولاها، لما كنا هنا الآن،" صرّحت جوردن تشايلز، التي تدربت جنبًا إلى جنب مع بايلز في هيوستن خلال السنتين اللتان سبقتا ألعاب طوكيو. "لم نكن لنصبح الحائزات على الميدالية الفضية الأولمبية لو لم تكن الشخص الذي هي عليه."

بعد ما حدث، أظهرت شجاعتها للعالم أهمية أن تجعل من نفسك أولوية، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن حلمك.

بينما كانت بايلز تتلقّى رسائل الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي من مثيلات السيدة الأولى السابقة لأمريكا ميشيل أوباما والممثلة كيري واشنطن، كانت الشابة البالغة من العمر 24 عامًا تعمل خلف الكواليس لتتمكن من العودة إلى المنافسة.

تأهلت بايلز، التي فازت بأربع ميداليات ذهبية في ريو 2016، إلى جميع النهائيات الخمس الفردية لكنها انسحبت من نهائيات: المسابقة العامة، منصة القفز، المتوازي مختلف الارتفاع والحركات الأرضية.

عادت إلى المنافسة في اليوم الأخير من منافسات الجمباز الفني في ألعاب طوكيو، بعد أن تم السماح لها بالتنافس في نهائي عارضة التوازن.

أكثر رمزيةً من أيّ ميدالية أخرى

غيّرت بطلة العالم ثلاث مرات في عارضة التوازن تقنية هبوطها، حيث تخلّت عن جميع الحركات التي قد تتسبب لها بمشاكل، وأدّت هبوطًا لم تقم بمثله منذ أن كانت في سن الـ 12.

"قررنا في اللحظة الأخيرة تبديل تقنية الهبوط، وهو ما لم أفعله على الأرجح منذ أن كان عمري 12 عامًا لأنني دائمًا ما كنت أقوم بالشقلبة،" أوضحت بايلز بعد النهائي. "ولكن على العارضة، فإن ذلك أمرٌ سهل. لقد كنت دائمًا قادرةً على القيام بـ [تلك العناصر]، إنه مجرّد هبوط، لم نكن نعلم ما الذي سنفعله أو كيف سنتنافس في النهائي".

لم يكن ذلك مهمًا. فقد منحها ذلك التعديل الثقة التي كانت تحتاجها للعودة إلى العارضة، والحصول على فرصة أخرى للمنافسة تحت أضواء مركز أرياكي للجمباز في طوكيو.

على الرغم من فوزها بالميدالية البرونزية، وهي الميدالية الأولمبية السابعة في مسيرتها الرياضية، إلّا أن الروتين في حد ذاته وكل ما مرّت به في طوكيو كان يعني لها أكثر من ذلك.

"من المؤكد أن تسليط الضوء على النقاش حول الصحة النفسية [يهمني أكثر]". أخبرت بايلز الصحفيين. "إنه أمرٌ يمر به الكثير من الناس ويتم إبقاؤه في الظل. لسنا مجرد عروض ترفيهية، نحن أيضًا بشر. لدينا مشاعر. وفي نهاية اليوم، لا يتفهّم الناس ما نمر به".

كانت الخيارات الصعبة التي اتخذتها بايلز، بالتنحي عن خمس فرص للظفر بالميداليات، قد منحت العالم منظورًا جديدًا، لكنها كانت وقبل كل شيء خيارات اتخذها بايلز من أجل شخص واحد فقط: نفسها.

"آمل أن يبعث ما قمت به رسالةً مفادها أنني قمت بذلك أولاً وقبل كل شيء من أجل نفسي وليس من أجل أي شخص آخر لأنني أردت التنافس مرة أخرى في الألعاب الأولمبية،" قالت بايلز. ليس من السهل التخلي عن حلم طاردته خمس سنوات وأخفقت بعدها في محاولة تحقيقه، لذلك، كان الأمر صعبًا للغاية. لم أكن يومًا في موقع المتفرج، لم أتعوّد على ذلك الوضع. كانت فرصة المشاركة مرةً أخرى مهمةً جدًا بالنسبة لي"

المزيد من