زينب حسيني: لاجئة سابقة حطمت الأرقام القياسية وتساعد اليوم الآخرين من خلال التزلج اللوحي
احتفالًا باليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، نلقي نظرة على الرحلة المذهلة لزينب حسيني، وكيف عملت على تعزيز فرص اللاجئين والسيدات في أفغانستان من خلال منظمة "سكيتستان"
وُلدت زينب حسيني كلاجئة في إيران وهي تعرف تمامًا معنى نقص الفرص أو انعدامها.
لكنها لم تسمح للظروف باعتراض طريقها لممارسة الرياضة والاستمتاع بها. متحليةً بالعزم والمثابرة، واصلت الاستمتاع بمسيرة مذهلة حققتها في مجال العدو.
كان كفاحها مصدر إلهام لها وعليه، أصبحت شغوفة بمساعدة السيدات الأخريات واللاجئين للاستمتاع بالرياضة، مما دفعها في النهاية لتصبح مديرة منظمة "سكيتستان" في البلد.
تسعى المنظمة غير الربحية لتمكين الأطفال من خلال التزلج اللوحي والتعليم في المجتمعات الفقيرة حول العالم. يقتصر دور حسيني على مساعدة الجيل الصاعد في أفغانستان لمواصلة الدراسة، مع تنامي شعبية هذه الرياضة في أرجاء البلاد.
احتفالًا باليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، نلقي نظرة على دور حسيني وكيف تعمل على تعزيز فرص الأفراد المحرومة في الاستمتاع بحياة أكثر ايجابية من خلال الرياضة.
على الرغم من ولادتها كلاجئة في إيران، إلا أن حسيني وجدت عزاءها في الرياضة بصفتها عضوًا في فريق كرة السلة في مدرستها.
لكنها أُجبرت على التوقف في سن المراهقة لافتقار الفريق للوثائق القانونية المطلوبة للتسجيل في نادٍ رياضي.
عادت في النهاية إلى وطنها أفغانستان، لكن الوضع في البلاد لم يتحسن أبدًا. لم تكن عائلتها تملك الماء أو الكهرباء وبعد أن مارست التايكوندو، أُجبرت على التوقف مرة أخرى بعد أن أغلقت الشرطة النادي بسبب تقديمه لحصص تدريب خاصة بالفتيات.
قالت الحسيني لموقع Olympics.com في مارس 2021: "قالت الشرطة إنه ليس من اللائق أن تشارك الفتيات في الألعاب الرياضية وأن يمارسن الرياضة في النادي نفسه مثل الرجال أو استخدام المعدات نفسها".
لكن حسيني لن تُحرم نفسها من الاستمتاع بالرياضة كمنفذ ايجابي في حياتها. انضمت إلى فريق كرة السلة في المدرسة الثانوية أتاح للسيدات المزيد من الفرص.
"على الرغم من نقص المعدات وافتقارنا لملعب يتوفر على أدنى شروط اللعب، إلا أننا واصلنا التدريب بجد وتمكنا بعد ذلك من المشاركة في المسابقات المؤقتة. كنت أرغب بتجربة العديد من الرياضات المختلفة للعثور على موهبتي، والآن، أنا عداءة ماراثون!" واصلت حديثها.
في عام 2015، أصبحت الرياضية الشابة أول أفغانية تشارك في ماراثون أفغانستان، ولاحقًا، أصبحت أول أفغانية تكمل سباق ألتراماراثون. حققت ذلك على الرغم من أن التدرب في شارع مازار الشريف لم يكن آمنًا أبدًا.
بالنسبة لحسيني، تتساوى مساعدة الآخرين والاستمتاع بالرياضة في قائمة اهتماماتها.
بدأت العمل مع منظمة Women for Women International في أفغانستان ولكن بمجرد انتهاء العقد، اعترتها الحيرة وشابت مسيرتها الغموض. عندها، دخلت سكيتستان حياتها.
"كنت أبحث في مواقع التوظيف ولاحظت أن منظمة "سكيتستان" كانت بحاجة إلى منسق رياضي. تقدمت بطلب، وفعلًا تم قبولي بفضل خلفيتي الرياضية. بعد سنتين إلى ثلاث سنوات، طلبت منظمة تسمى Free to Run من "سكيتستان" تقديم بعض المرشحات للمشاركة في مسابقة ألتراماراثون.
"كانت هذه بداية رحلة جديدة. تدربنا وواجهنا الكثير من التحديات في إيجاد مكان للجري؛ مع انعدام الأمن، لم يكن بإمكاننا الجري في الشوارع مثل الرياضيين من البلدان الأخرى. كان علينا الجري حول حدائقنا المنزلية الصغيرة. حاولنا العودة إلى الشوارع للتدريب، لكن الأمر كان خطيرًا للغاية. أدركنا أن أفغانستان ليست مستعدة بعد لقبول ممارسة النساء للرياضة في الأماكن العامة، لذلك كانت بيوتنا المكان الأكثر أمانًا بالنسبة لنا.
"في النهاية، نجحنا في إنهاء سباق ألتراماراثون إلى جانب مشاركين آخرين مثلوا بلدانًا مختلفة، وانظمت أفغانستان إلى قائمة البلدان التي أكملت سباق ألتراماراثون."
في عام 2020، قررت سكيتستان فتح مدرسة جديدة في مسقط رأس زينب، مدينة باميان وسط أفغانستان، وهي المدينة التي عانت من خسائر فادحة أثناء حقبة تغيير النظام. شارك أكثر من 300 طفل في حفل الافتتاح.
في وقت لاحق من ذلك العام، ونظير عملها المُلهم، فازت منظمة "سكيتستان" بجائزة الفائز العالمي في حفل توزيع جوائز المرأة والرياضة التي تشرف عليها اللجنة الأولمبية الدولية (IOC).
"هدفنا هو تمكين الأفراد المحليين وخلق قادة المستقبل"، قالت لموقع "سكيتزم".
في كل فصل دراسي من فصول (Skate and Create)، تتاح للطلاب فرصة ترشيح أنفسهم ليكونوا قادة للسلامة أو أعضاءً في مجلس الطلاب."
ثم يتم منح الطلاب المنتخبين فرصة الانضمام إلى برنامج القيادة الشابة وبعد ستة أشهر من التدريب، يمكنهم نقل معارفهم كمعلمين للتزلج أو معلمين في المدارس.
من خلال الرياضة والتعليم، تساهم حسيني في تحسين حياة العديد من الشباب.
لكنها تتطلع لمواصلة كسر القيود، وتملك هدفًا ملهمًا في الاعتبار.
"أريد أن أشهد اليوم الذي لا يُحرم فيه طفل في أفغانستان من الدراسة"، تابعت لموقع Olympics.com.
"هناك أطفال نازحون داخليًا أجبروا على الفرار من مقاطعاتهم ولا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة لأنهم تجاوزوا سن الالتحاق بالصف الأول أو لا يملكون الوثائق اللازمة للتسجيل في المدارس العامة. هنا تبرز مهمة منظمة "سكيتستان" في المساهمة وتقديم الدعم؛ حيث يمكن للطلاب القدوم إلى هنا والتعلم لمدة عام واحد، ثم نوفر لهم الإجراءات القانونية لدخولهم المدرسة مرة أخرى."
"التزلج اللوحي هو جائزة لجميع طلابنا. نقدم لهم دروسًا... ثم نطلب منهم المشاركة في جلسة تزلج لمدة ساعة واحدة بعد كل فصل. أصبح التزلج اللوحي أكثر رياضة تستهوي الفتيات في أفغانستان، وكل ذلك بفضل الفرصة التي يتمتع بها الأطفال، وخاصة الفتيات، مع سكيتستان من خلال التدريب في مكان آمن."