نبذة عن المصارعة

5 دقائق

ما هي رياضة المصارعة؟

المصارعة هي رياضة قتالية يتبارى فيها مصارعان ويهدف كل طرف منهما لهزيمة الآخر من خلال مسك كتفيه ورميه أرضًا، أو بالتغلب عليه بفارق النقاط والفوز بالمنازلة.

في الألعاب الاولمبية، هناك نوعان من المصارعة: المصارعة الحرة والمصارعة اليونانية-الرومانية. تتطابق قواعد المنافستين تقريبَا باستثناء الأخيرة، حيث لا يجوز للمصارع مهاجمة الخصم في الجزء السفلي من جسمه أو استخدام الساقين في عملية المسك.

باستثناء ألعاب القوى، تُعد المصارعة أقدم رياضة تنافسية في التاريخ.

على يد من، أين، ومتى اخترعت رياضة المصارعة؟

وُجدت رسومات الكهوف التي يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد في فرنسا ومصر تُوثق التاريخ العريق للمصارعة.

استخدم اليونانيون القدامى هذه الرياضة وسيلة لتدريب الجنود على القتال اليدوي، ثم اعتمدها الرومان القدامى وطوروها لتصبح رياضة أقل وحشية وعنفًأ.

ما هي قواعد المصارعة؟

في المصارعة اليونانية-الرومانية، يستخدم المصارعون أذرعهم والجزء العلوي من أجسامهم للهجوم ولا يُسمح لهم بمسك المنافس إلا من هذه المناطق.

كما يوحي الاسم، فإن الأسلوب الحر هو نمط أكثر انفتاحًا يمكّن المصارعين من استخدام أرجلهم ومسك المنافس فوق الخصر أو أسفله.

تسجيل النقاط هو أكثر الطُرق شيوعًا لتحقيق الفوز في كلا الاختصاصين. يسجل المصارعون نقاطًا عن طريق المسك بالطريقة التي تسمح بها قوانين اللعبة، أو الرمي، الانزال، ومناورة الخصم لطرح ظهره على البساط وتثبيته لعدة ثوانٍ أو من خلال حركة الانعكاس أو القلب.

تُحتسب حركة انعكاس أو قلب عندما ينجح المصارع، المتواجد في وضعية دفاعية، في السيطرة على خصمه والتحول إلى وضع الهجوم.

تُنقّط كل حركة من نقطة واحدة إلى خمس، وتُمنح وفقًا لدرجة الصعوبة. بعض الحركات تكون الأعلى تنقيطًا، كتلك التي يطوّق فيها المصارع خصمه ثم يتقوس خلفًا ليُرديه أرضًا.

يتحصل المصارعون على نقاط في حال ارتكب المنافس أخطاء تتعلق بمسك غير قانوني، محاولة الهروب من المسك عوض الدفاع، التواجد في وضعية سلبية للغاية أو غير فعّالة. غالبًا ما يُوجَه للمنافس انذارات بهذا الخصوص، ويؤدي تراكم ثلاث انذارات خلال المواجهة إلى استبعاد المصارع تلقائيًا.

مع انتهاء الدقائق الست، يتم احتساب مجموع النقاط ويفوز المصارع الذي جمع نقاطًا أكثر. في حال التعادل، يفوز المصارع الذي سجل أكبر عدد من النقاط من حركة واحدة.

الحد الأدنى لتحقيق الانتصار بتفوق تقني هو 10 نقاط في المصارعة الحرة و8 نقاط في المصارعة اليونانية-الرومانية. يمكن أيضًا للمصارع الفوز بطريقة تلقائية من خلال تثبيت الخصم على البساط.

ما هي المدة التي تستغرقها منازلة في المصارعة؟

تتكون منازلات المصارعة في الألعاب الأولمبية من ثلاث جولات مدة كلٍ منها دقيقتان، يسعى فيها المصارعان لتحقيق "الفوز بجولتين". تتخلل هذه الجولات فترة استراحة من 30 ثانية.

ما هي الحركات المحظورة في المصارعة؟

لا يُسمح للمصارعين خنق المنافس، أو لف ذراعه، أو ضربه بواسطة المرفق أو الركبة، ضرب الرأس، شد الشعر، العض أو طرح المنافس أرضًا على رأسه.

لا يُسمح بأداء أي نوع من المسك الذي يُعرض الرأس، العنق أو الظهر للخطر.

في المصارعة اليونانية-الرومانية، يُمنع اسخدام الساقين بأي شكل من الأشكال. أكثر التجاوزات شيوعًا هي التي يُستخدم فيها الساقان للدفاع أو تنفيذ حركتي الرفع والرمي.

المصارعة والألعاب الأولمبية

انضمت المصارعة للألعاب القديمة في 708 قبل الميلاد بعد وقت قصير من بدء تاريخ الألعاب الموثق، بصفتها جزءًا من منافسات الخماسي.

مع احياء الألعاب الأولمبية الحديثة في أثينا 1896، أصبحت المصارعة نجم الألعاب. ذلك لأن المنظمين رأوا فيها أهمية تاريخية؛ في الواقع، المصارعة اليونانية الرومانية هي استنساخ للمصارعة اليونانية والرومانية القديمة.

بخلاف دورة الألعاب الأولمبية 1900، كانت المصارعة ضمن كل برنامج أولمبي صيفي منذ أن أُقيمت أولى نسخ الألعاب الأولمبية الحديثة في أثينا 1896.

في عام 1904، أدرج المسؤولون الأولمبيون المصارعة الحرة، المعروفة بعبارة "قاتل بأفضل امكانياتك" في البرنامج الأولمبي. قد لا يملك هذا الأسلوب القتالي تاريخًا وتقاليد عريقة مثل المصارعة اليونانية الرومانية، لكنه حظي بشعبية كبيرة وتطور ليصبح شكلًا من أشكال الترفيه الاحترافي في المعارض والمهرجانات التي أقيمت في بريطانيا وأمريكا.

كذلك سجلت المصارعة الحرة حضورها الثابت في جميع النسخ الأولمبية باستثناء ألعاب ستوكهولم 1912 وألعاب أنتويرب 1920.

لا يزال اختصاص المصارعة اليونانية-الرومانية حكرًا على الرجال، بينما انضم اختصاص المصارعة الحرة للسيدات إلى البرنامج الأولمبي في أثينا 2004 برصيد أربع منافسات. وفي ألعاب ريو 2016، خُصصت ست فئات وزنية للسيدات، تماشيًا مع منافسات الرجال.

تُعتبر الولايات المتحدة واليابان أكثر الدول نجاحًا في تاريخ المصارعة الأولمبية، بينما تهيمن اليابانيات على المصارعة النسوية.

أفضل المصارعين المرتقبين

يتربع الأمريكي جوردان بوروز على عرش اختصاص المصارعة الحرة بصفته الأفضل على الاطلاق.

فاز بوروز باللقب الأولمبي في ألعاب لندن 2012 وتوّج بستة ألقاب عالمية، بما فيها لقب وزن 79 كج في سن الـ33.

بالمقابل، يشتهر مواطنه ديفيد تيلور، الملقب بـ"الرجل الساحر" بأسلوبه الهجومي الشرس. في رصيده لقب أولمبي وعدة ألقاب عالمية في وزن 86 كج.

لكن شراسة تيلور ستصطدم بقوة الإيراني حسن يزداني بطل ألعاب ريو 2016، الذي يُعتبر عملاق الرياضة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتفوق عبدالرشيد سادولاييف الذي يملك لقبًا أولمبيًا في فئتين وزنيتين مختلفتين.

في منافسات السيدات، كانت الأمريكية تاميرا مينساه-ستوك واحدة من ألمع الأسماء في سماء الرياضة بعد فوزها بذهبية وزن 68 كج للسيدات في ألعاب طوكيو 2020، بالاضافة إلى عدد من الألقاب العالمية. اعتزلت بساط المصارعة مؤخرًا.

سيكون للأمريكية هيلين ماروليس، بطلة ألعاب ريو 2016 في وزن 53 كج، شأنٌ في المنافسة وهي التي سجلت عودة موفقة بعد غياب طويل بسبب المرض وارتجاج في الدماغ.

بالمقابل، ستواصل اليابان استعراض قوتها بقيادة البطلتين الأولمبيتين موكايدا مايو وسوساكي يوي اللتين سيطرتا على الفئات الوزنية 53 كج، 55 كج و50 كج على التوالي.

في المصارعة اليونانية-الرومانية، يتصدر اسم التركي رضا كايلب القائمة بصفته الأكثر هيمنة في فئة وزن 130 كج، برصيد ثلاث ميداليات أولمبية وعدة ألقاب عالمية.

بالاضافة إلى نجوم لامعة أخرى، بمن فيهم الإيراني محمد رضا جيراعي، الفائز بذهبية 67 كج في ألعاب طوكيو 2020 والذي يطلق عليه لقب "رجل الجليد" لقدرته على الأداء تحت الضغوطات، والأرميني آرتور أليكسانيان الذي هيمن على فئة 98 كج على مدار العقود السابقة.

المزيد من