حقق رولون غاردنر واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ الألعاب الأولمبية عندما فاز بذهبية المصارعة في ألعاب سيدني 2000.
كان منافسه في وزن 130 كج في المصارعة اليونانية-الرومانية "الدب الروسي" ألكسندر كارلين، الذي كان في جعبته ثلاثة ألقاب أولمبية ولم يخسر أي مباراة دولية منذ 13 سنة.
أصبح الأمريكي ظاهرة بين عشية وضحاها في وطنه عندما حقق "معجزة على البساط"، لكن سرعان ما وجد وسط عاصفة النجومية، محاولًا انقاذ مسيرته الرياضية بعد حادث هدد حياته.
في البرنامج الوثائقي "Rulon" الذي انتجته قناة Olympic Channel، يشاركنا ابن وايومنيغ رحلته الشخصية، من جذوره المتواضعة في مزرعة للألبان إلى أبواب النجومية، وكيف قاده إصراره إلى قهر الصعاب، فضلًا عن تجارب الاقتراب من الموت.
اليوم، استقى غاردنر الدروس من تجاربه الخاصة لبناء حياة جديدة. تزوج في أكتوبر 2020 وفقد 22.5 كج من وزنه، وانتقل حديثًا للعيش في سانت جورج، يوتا، حيث يأمل في افتتاح مركز تدريب للمصارعة للناشئين.
يُعرض الفيلم يوم الجمعة 2 أبريل 2021 على OlympicChannel.com، وعلى تطبيقات Olympic Channel للأجهزة المحمولة وأيضًا على أجهزة التلفزيون المتصلة. حتى ذلك الموعد، نقدم لك بعضًا من قصته المذهلة أدناه.
1. نشأة رولون القاسية
عانى رولون في المدرسة بسبب صعوبات في التعلم.
نُعت بألقاب مسيئة على غرار "دامبو" وبعدها "فاتسو" بسبب حجمه الضخم.
وجد النجاح ومجتمعًا جديدًا آمن به في صالة التدريبات. وتحول حجمه الذي طالما أرّقه إلى مصدر قوته الكبيرة.
في سنته الأخيرة في الثانوية، فاز ابن وايومنغ بلقب المصارعة الوطني وحل في المركز الثاني في مسابقة رمي الجلة. بعد ذلك بوقت قصير، أصبح بطلًا وطنيًا في كلية المبتدئين للمصارعة في الوزن الثقيل وانضم أيضًا إلى فريق كرة القدم بجامعة نبراسكا.
لكنه اختار المصارعة الحرة طريقه لبلوغ المجد.
Rulon
تعرض Five Rings Films القصة الملهمة للمصارع رولون غاردنر الذي فاجئ الجميع في ألعاب سيدني 2000 وأصبح أيقونة أمريكية بين عشية وضحاها، ثم عاش تجارب أوشكت أن تودي بحياته، قبل أن يخرج منتصرًا في معركته مع الوزن المفرط والصعوبات المالية.
2 - بطل تربى في مزرعة ألبان
قضى غاردنر ساعات في العمل بمزرعة ألبان تملكها عائلته وتبلغ تبلغ مساحتها 250 فدانًا في وايومنغ.
كان ينهض قبل طلوع الشمس، يقطع الخشب، يحلب الأبقار وينظفها. اليوم، ينسب قوته إلى تلك الأعمال الشاقة.
كانت عائلته جزءًا مهمًا من مجتمع المورمون. كان جده الأكبر أرشيبالد غاردنر كاردينالًا للكنيسة وساعد في بناء معبد سولت ليك الشهير.
Rulon GARDNER
3 - غاردنر لم يؤمن بقدرته على الفوز بالذهب
يتحدث العديد من الأبطال الأولمبيين عن الثقة بالنفس وكيف كان مفتاح انتصاراتهم.
لكن غاردنر ليس كمعظم الرياضيين. وعندما بلغ النهائي في الألعاب الأولمبية، كان يظن ان تحقيق المركز الثاني سيكون إنجازًا مرضيًا.
قال لصحيفة واشنطن بوست عندما سُئل عما إذا كان يعتقد أنه قادر على هزيمة كارلين: "أحيانًا تحدث أشياء مجنونة. مضيت في طريقي للنهائي وأنا أفكر بأنني ضمنت على الأقل الفوز بالميدالية الفضية ".
في النهاية وجد قوته الكامنة. على الرغم من قلة حظوظه في الفوز ضد أحد أفضل المصارعين على مر التاريخ، قرر بذل الجهد والفوز بالذهب لإسكات أصوات المشككين.
"كل هؤلاء الذين قالوا لي بانه لا يمكنني الوصول إلى هذا المستوى أبداً، سأبرهن لهم العكس. ربما تفاجأت أنا نفسي أكثر منهم".
4 - رولون غاردنر تجربة الاقتراب من الموت
كاد المصارع يفارق الحياة مرات عديدة.
تعرض غاردنر لأول حادث عندما كان في المدرسة الابتدائية. اخترق سهم بطنه خلال عرض مدرسي.
في 2002، بعد عامين من فوزه الأولمبي، تعرض لحادث على الجليد.
كما يروي في فيلم "Rulon"، سقط رولون في نهر ضحل، تقطّعت به السبل واضطر لقضاء الليل في العراء. تم إنقاذه في صباح اليوم التالي، ولكن انخفاض درجة حرارة جسده ولسعة الصقيع تسببا في فقدانه إصبع قدمه.
يعشق غاردنر الإثارة ويطاردها، وقد تعرض لحادث دراجة نارية في العام نفسه.
في 2007، نجا من حادث تحطم طائرة خفيفة. سقطت الطائرة في عرض بحيرة يوتا الباردة واضطر الركاب الثلاثة إلى السباحة لمدة ساعة في مياه لم تتجاوز حرارتها سبع درجات مئوية للوصول إلى الشاطئ ثم قضاء الليل في العراء. على الرغم من ذلك، لم يتعرض لأي إصابة خطيرة.
5- التحول إلى الفنون القتالية المختلطة
يتمتع المصارعون بالعديد من الصفات الجسدية وغالبًا ما يمارسون رياضات أخرى.
بعد اعتزاله المصارعة وفوزه بالميدالية البرونزية في ألعاب أثينا 2004، قبل رولون غاردنر دعوة للتنافس بشكل احترافي في فنون القتال المختلطة (MMA).
سافر لمسافة تزيد عن 9000 كيلومتر إلى اليابان لمواجهة بطل الجودو الأولمبي هيديهيكو يوشيدا.
على الرغم من تحقيقه الانتصار، قرر غاردنر إنهاء مسيرته في الفنون القتالية لأن الرياضة لم ترقَ إلى مستوى المصارعة في نظره.
كما رفض فرص المشاركة في المصارعة الاحترافية التي تنظمها (WWE).
قال غاردنر: "عرض عليّ الاتحاد الدولي للمصارعة الملايين للتنافس ورفضت ذلك".
"قالت أمي،" هل هذا هو الطفل الذي ربّيته؟ هل هذا ما تريد أن تمثله لشباب أمريكا؟ "
6 - فقدان الوزن في The Biggest Loser
عانى غاردنر من مشكلة الوزن الزائد وكافح للسيطرة عليه بعد اعتزاله الرياضة.
في عام 2011، وافق على المشاركة في برنامج الواقع الأمريكي The Biggest Loser في محاولة منه للتخلص من شيء من وزنه البالغ 215 كج.
بعد خسارة 173 رطلاً قرر مغادرة البرنامج لأسباب شخصية.
استمرت معاناته مع الوزن الزائد لاحقاً، لكنه فقد مؤخرًا 13 كج بفضل مدربه الشخصي الجديد واستبعاد السكريات والأطعمة المصنعة من نظامه الغذائي.
هدفه هو استعادة وزنه عندما كان يقاتل: 120 كج.
7- الاستقرار بعد الإفلاس
كانت سنة 2012 واحدة من أقسى المحطات في حياته، حيث أعلن إفلاسه.
العديد من الاستثمارات، بما في ذلك منتجع وصالة رياضية، أثقلت كاهله بديون قُدّرت بـ 3 ملايين دولار.
اضطر غاردنر إلى بيع التذكارات الأولمبية وسياراته في المزاد العلني.
منذ أن تعافى ماليًا، تمكن من استعادة العديد من ممتلكاته واليوم أصبح بإمكان طلابه تأمل ميدالياته التي فاز بها بشق الأنفس.
بمساعدة بعض خبراء عالم الأعمال، يمتلك غاردنر تأمينًا أكثر استقرارًا، وهو سفير لتطبيق سلامة العمل. يزور المدارس والوظائف لتقديم الدعم والتحفيز المعنوي، كما يشرف على تدريب المصارعة في المدرسة الثانوية.
قال غاردنر في الفيلم: "كل ما يمكنني فعله هو توظيف خبرات حياتي لمساعدة الشباب. أتمنى أن يتمكنوا من الاستفادة منها. كنت مقاتلاً جيدًا، لكنني أريد أن أصبح مدربًا أفضل".